من هو الإنسان المهووس بالكمال ولماذا تعذّبه شخصيّته؟
ربما نعتقد أن هذه الشخصيّة ممتازة لأنها تسعى دائماً إلى تحقيق الأمور على أكمل وجه ممكن لكن صاحب هذه الشخصية يعاني أيضاً. فهل أنت مهووس بالكمال وما هي صفات هذه الشخصيّة؟
الأشخاص المهووسون بالكمال غالباً ما ينتقدون أنفسهم لكي يستبقوا نقد الآخرين. يمتنعون عن القيام بأمور معينة لأنهم يخشون ألاّ يؤدّوها على أكمل وجه. ويسعون جهدهم ليكونوا على مستوى تطلّعات أهلهم وأساتذتهم. وهم يتحلون بروح المسؤولية، ويظهرون قدرة على القيام بأعمال هي عادة من واجب آخرين. لكنهم غالباً ما يكبحون مشاعرهم وانفعالاتهم السلبية («فالأطفال المؤدبون لا يغضبون»).
في عملهم هم فعّالون ومنظمون وينجزون دوماً عملهم. يميلون إلى التحليل والصلابة في مجالات التجارة والعلوم وتطبيق القانون؛ ونجد أولئك المنفتحين على الآخرين في المهن الصحية وفي التعليم وفي الحقل الديني.
وبما أنهم يقومون بأعمالهم بطريقة محترفة متقنة، وبنزاهة وأخلاقية عالية، فمن مصلحتكم أن يكون الميكانيكي الذي يصلح سيارتكم والطبيب الجراح الذي يعالجكم والمصرفي الذي تتعاملون معه من أصحاب هذه الشخصية.
غالباً ما يكونون أعضاء في مجموعات الخدمة الاجتماعية (جمعيات أولياء أمر الطلاب، كشاف، جمعيات أهلية، الخ...). يعمل بعضهم في حماية البيئة ضمن إطار نوادٍ، مثل منظمة غرين بيس (Green peace) وغيرها، أو نجدهم ملتزمين بالقضايا الإنسانية. يسعى الواحد غالباً إلى الحفاظ على صحته، بما في ذلك اتباع حمية غذائية، أو يشعر بالذنب إذا لم يفعل. عديدون هم الذين يعملون لمساعدة أصدقائهم وعائلاتهم، وهم عادة طلاب متفوّقون.
تعذّبهم الأمور التالية: يخيب أملهم في أنفسهم وفي الآخرين حين لا يحصلون على ما يتوقّعونه. ويشعرون أن مسؤولياتهم كثيرة تتخطى قدرتهم على التحمّل وبأن ما يقومون به ليس بالمستوى المطلوب.
ليست هناك تعليقات