أكدت العديد من الدراسات أن الجلوس يعد مرضاً قاتل، حيث يبدأ الجسم بعد ساعات قليلة من الجلوس في تعطيل وتجميد أي نشاط حيوي لعملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى إبطاء عمل الدورة الدموية وخفض عملية حرق الدهون والسعرات الحرارية، كما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
فقد أثبتت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون وأطباء أميركيون أن الجلوس على الكرسي لفترات طويلة ومتواصلة يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة الخصر والأرداف بنسبة قد تصل إلى50% عن الأشخاص الذين يداومون على المشي بصورة منتظمة وهذا يؤثر بدوره على عضلات القلب، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأشار الباحثون إلى أن الضغط على مناطق الجسم مثل الأرداف والخصر بصورة مستمرة أثناء الجلوس، قد يضاعف من تراكم نسبة الدهون في تلك المناطق خاصةً عند الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة التلفاز وتناول الوجبات غير الصحية، مثل البطاطس المقلية والمشروبات الغازية وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية بصورة منتظمة.
وأضافوا أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الشلل الكلى أو الشلل الرعاش ولا يستطيعون المشي ويضطرون إلى الجلوس على كرسي متحرك هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة وأمراض القلب خاصةً في الجزء السفلي من الجسم.
وأكد الدكتور "جيمس ليفين" أخصائي الغدد الصماء في مستشفى "مايو كلينيك"، وأحد كبار الباحثين في هذا المجال، أن الجلوس لديه وظيفة بيولوجية قديمة، فهو يحتاج الطاقة اللازمة نفسها للاستلقاء، ولكن أثناء الجلوس، الشخص مُدرك لمحيطه، وأضاف: "الجلوس المعتدل ليس سيئاً ولكن في الزيادة يكمن الضرر، ومما يثير القلق أن الكرسي في غرفة المعيشة هو المقر الرئيسي بالنسبة لمعظم الناس في العالم المتقدم".
وتبين للباحثين أن انحناء الأشخاص الذين يستخدمون الكومبيوتر إلي الأمام يسبب إجهاداً للظهر أكثر من الجلوس علي كرسي بشكل مستقيم، كما أن الجلوس على كرسي حين يكون الظهر والفخذان في وضع 135 درجة أفضل للجسم من الناحية البيولوجية والميكانيكية من الجلوس عندما يكون وضع الجسم على 90 درجة وهو الأمر الذي يعتبره الناس أمراً طبيعياً، ولكن الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون يسبب ضرراً بعضلات الظهر والعمود الفقري.
ليست هناك تعليقات