سر ابتسامة الشهيد .. رؤية علمية
سبحان الله ... هل رأيت وجه هذا الشهيد , ماذا رأى يا ترى !! لا بد أنه رأى شيئاً جعله سعيداً هكذا ,شيئاً طال انتظاره , شئياً هو مؤمن به ولم يره انسان في هذا الوجود, هذا هو الشهيد.. هذه هي كرامة الشهدا وما وعدهم الله به وأعده لهم , اللهم شرفنا بشرف الشهادة
و قصص أخرى في الكتب التالية: آيات الرحمن في جهاد الأفغان (عبد الله عزام) الميكروبات وكرامات الشهداء (دكتور عبد الحميد القضاة) و ملحمة الفلوجة (هيئة العلماء المسلمين).
ما هو موقف العلم من هذا:
العلم وقف عاجزاً عن تحليل هذا الأمر والملحدون شككوا فيها وسموها خرافات وهناك من المسلمين من بني جلدتنا من شكك أيضاً للأسف الشديد.
الدكتور عبد الحميد قضاة اجتهد وعلل ذلك بأن المكروبات هي جنود لله تعالى تنفذ أمره وقد أمرها بأن لا تقرب جسد الشهيد، لكن كيف سنعلل ابتسامتهم ونزيف دمائهم و تعرقهم و نمو لحاهم ورائحة المسك التي تخرج منهم... !!!
أحياء ولكن لا تشعرون – عند ربهم يرزقون:
من يتدبر هاتين الجملتين يجد فيهما إعجازاً ذلك لأننا نراهم جسداً ساكناً ونظنهم (نحسبهم) أمواتاً لأننا لا نشعر بما يحدث لأرواحهم التي تسرح في الجنة وتتنعم بنعيمها و ترزق من ثمارها.
لنستعرض الآيات الكريمة وتفسيرها من تفسير الطبري، (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر على طاعتي في جهاد عدوكم، وترك معاصي، وأداء سائر فرائضي عليكم، ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله: هو ميت، فإن الميت من خلقي من سلبته حياته وأعدمته حواسه، فلا يلتذ لذة ولا يدرك نعيماً، فإن من قتل منكم ومن سائر خلقي في سبيلي، أحياء عندي، في حياة ونعيم، وعيش هني، ورزق سني، فرحين بما آتيتهم من فضلي، وحبوتهم به من كرامتي. كنا نحدث: أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض يأكلن من ثمار الجنة، وأن مساكنهم سدرة المنتهى، وأن للمجاهد في سبيل الله ثلاث خصال من الخير: من قتل في سبيل الله منهم صار حياً مرزوقاً، ومن غلب آتاه الله أجراً عظيماً، ومن مات رزقه الله رزقاً حسناً. ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء، في صور طير خضر يطيرون في الجنة حيث شاؤوا منها، يأكلون من حيث شاؤوا.
قال رسول الله
قال أبو جعفر : فإن قال قائل: فإن الخبر عما ذكرت أن الله تعالى ذكره أفاد المؤمنين بخبره عن الشهداء من النعمة التي خصهم بها في البرزخ، غير موجود في قوله: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء، وإنما فيه الخبر عن حالهم، أموات هم أم أحياء. قيل: إن المقصود بذكر الخبر عن حياتهم، إنما هو الخبر عما هم فيه من النعمة، ولكنه تعالى ذكره لما كان قد أنبأ عباده عما خص به الشهداء في قوله: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) [آل عمران: 169] وعلموا حالهم بخبره ذلك، ثم كان المراد من الله تعالى نهي خلقه عن أن يقولوا للشهداء أنهم موتى، ترك إعادة ذكر ما قد بين لهم من خبرهم.
وأما قوله: ولكن لا تشعرون، فإنه يعني به: ولكنكم لا ترونهم فتعلموا أنهم أحياء، وإنما تعلمون ذلك بخبري إياكم به. وإنما رفع قوله: أموات بإضمار مكني عن أسماء من يقتل في سبيل الله، ومعنى ذلك: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هم أموات. ولا يجوز النصب في الأموات، لأن القول لا يعمل فيهم، وكذلك قوله: بل أحياء، رفع، بمعنى: هم أحياء.
يقول تعالى في سورة آل عمران: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 169-171]. من تفسير الطبري - ولا تحسبن، ولا تظنن.
وقوله : الذين قتلوا في سبيل الله، يعني: الذين، قتلوا بأحد من أصحاب رسول الله
قال
وفي نصب قوله : فرحين وجهان. أحدهما: أن يكون منصوباً على الخروج من قوله: عند ربهم.
والآخر من قوله : يرزقون، ولو كان رفعاً بالرد على قوله : بل أحياء فرحون، كان جائزاً. أما يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، فإن الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه من إخوانه وأهله، فيقال : يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا، ويقدم عليك فلان يوم كذا وكذا، فيستبشر حين يقدم عليه، كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا. يستبشرون بنعمة من الله وفضل - أي بجنة من الله، ويقال : بمغفرة من الله وفضل هذا لزيادة البيان، والفضل داخل في النعمة، وفيه دليل على اتساعها، وأنها ليست كنعم الدنيا، وقيل : جاء الفضل بعد النعمة على وجه التأكيد.
قال رسول الله
قوله تعالى : وأن الله قرأه الكسائي بكسر الألف، والباقون بالنصب، فمن قرأ بالنصب فمعناه يستبشرون بنعمة من الله ويستبشرون بأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، ومن قرأ بالكسر فعلى الابتداء، ودليله قراءة ابن مسعود (والله لا يضيع أجر المؤمنين).
و قوله تعالى : بل أحياء عند ربهم يرزقون ولا يرزق إلا حي فلا يتعجل الأكل والنعيم لأحد إلا للشهيد في سبيل الله بإجماع من الأمة (6).
لاحظ أخي المؤمن أن العلماء قد أجمعوا على أن أرواح الشهداء تأكل من ثمار الجنة، فاقرأوا معي ما قاله الرسول الكريم عمن يأكل من ثمار الجنة وما يصيبه بسبب ذلك.
قال
ونحن نعلم أن في حياة البرزخ تتأثر الجسد بحال الروح وأن الجسد يصبح مرتبطاً بالروح عند الوفاة، وبما أن أرواح الشهداء ترزق من ثمار الجنة فالأرواح سيكون حالها مثل حال أهل الجنة الذين سيقيمون بها، بالتالي فإن الجسد ستتنعم بما تتنعم به الروح، ولذلك نرى أن الشهداء يرشحون المسك ودمائهم تنزف ويتعرقون و تطول لحاهم ويبقى جسدهم طرياً و ثيابهم كما هي، وهذا ما يعلل سبب عدم اقتراب الميكروبات والحشرات والحيوانات من هذا الجسد لأن عملها محدود بالأرض الفانية.
وقد قال شارح العقيدة الطحوية: (وحرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء...، أما الشهداء، فقد شوهد منهم بعد مددٍ من دفنه، كما هو لم يتغير، فيحتمل بقاؤه كذلك في تربته إلى يوم محشره، ويحتمل أنه يبلى مع طول المدة، وكأنه كلما كانت الشهادة أكمل، والشهيد أفضل، كان بقاء جسده أطول).
أفرد البخاري في الجزء الرابع من صحيحه باباً في "فضل الجهاد والسير". ويبدؤه بالآية الكريمة: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 111]. فالشاري هو الله تعالى وكما نعلم فالخير يعم والشر يخص فلحق الجسد ما لحق الروح من تكريم من عليين ...
إن هذا التكريم الإلهي للشهداء هو دليل على صواب الطريق وصحة المسيرة، وهو اصطفاء واختيار من الله تعالى للمخلصين من عباده، فهم مكرمون بالدنيا والآخرة، وهي إشارات خير وبشرى، تطمئن قلوب ذويهم، وتشحذ همم محبيهم، وهذا يشوقنا لتمني الشهادة في سبيل الله.
ليست هناك تعليقات