الدوار هو : شعور مزيف بالدوران ، كما لو أن البيئة وما يحيط بالشخص يدور ، و لكن فى الواقع الشخص ثابتا لا يتحرك ، وفيه يفقد المريض الشعور بالتوازن و يمكن أن يسقط أرضا . والدوار هو ما نطلق عليه باللغة العامية الدوخة .
وقبل أن نسترسل فى سرد علاج الدوار و كيفية التخلص منه ، يجب أولا أن نعرف كيف يحافظ الجسم على توازنه فى الأحوال الطبيعية ومنها نبحث أسباب الدوار.
كيف يحافظ الجسم على توازنه فى الأحاول الطبيعية ؟
إن العضو المسؤول عن التوازن فى جسم الإنسان هو الأذن الداخلية . وتنقسم الأذن الداخيلة الى جزئين : جزء يسمى القوقعة وهو بالفعل يشبه القوقعة وهو المسؤول عن السمع ، أما الجزء الثانى فيسمى المتاهة وهو المسؤول عن التوازن.
تتكون هذة المتاهة من مجموعة من القنوات الشبة دائرية ، وهذه القنوات متشابكة ببعضها لدرجه أنها يصعب فصلها جدا ولذلك تسمى بالمتاهة. تحتوى هذة المتاهة على سائل بداخلها قابل للتحرك وأيضا تحتوى فى الأطراف على شعيرات صغيرة يمكن أن تتحرك بفعل السائل .
وهذا السائل يتحرك فى عكس اتجاه حركة الجسم ، فمثلا اذا تحركت من اليمين الى اليسار فإن هذا السائل داخل أذنك سوف يتحرك فى عكس اتجاه حركتك من اليسار الى اليمين و من ثم سوف يتسبب بميل الشعيرات الموجودة داخل هذه المتاهة من اليسار الى اليمين ، وكذلك ايضا عند الدوران ، فإنك عندما تدور عكس تجاة عقارب الساعة ، فإن السائل يتحرك فى اتجاه عقارب الساعة وايضا الشعيرات تميل فى عكس اتجاه عقارب الساعة .
وهذة الشعيرات متصلة بألياف عصبية متصله بالمخ , لذلك فعندما تتحرك هذة الشعيرات ، فإنه يتولد سيل عصبى فى هذه الألياف والذى يصل للمخ فيحدد إتجاه الحركة من اليمين الى اليسار أو مع اتجاه عقارب الساعة .
وأيضا تعمل الأذن الداخيلة بنفس الطريقة على إخبار المخ عن وضع الجسم و الرأس ، فمثلا عندما يقف الإنسان ثابتا فإن السائل لا يتحرك فيعرف المخ أن الشخص يقف ثابتا ، وهذا السائل يتحرك بفعل أقل الحركات مثل الجلوس أو المشى وحتى حركات الرأس فقط ، لذلك يعرف المخ أدق تفاصيل حركة الجسم ويعمل على توازنها .
وأيضا من سرعة دوران السائل يمكن للمخ أن يتعرف على سرعة الحركة التى يقوم بها الشخص ، فيقوم بالوظائف اللازمة للتكيف مع هذه السرعة . والأذن الداخلية لا تتأثر فقط بفعل الدوران ، ولكنها تتأثر أيضا بفعل الحرارة ، الضغط ، الجاذبية ، و أيضا التيار الكهربى الضعيف .
أسباب الدوخة أو الدوار
إن السبب الرئيسى الذى يكمن وراء الشعور بالدوار هو دوران السائل فى حالة ثبات الجسم فيرسل إشارة للمخ بأنه يدور وهو فى الحقيقة ثابت فيحدث الشعور بالدوار ، وهذا يحدث فى حالات اضطرابات الأذن الداخلية مثل :
- التهابات الأذن الداخلية : وهذا يحدث غالبا بسبب الإصابة بفيروس عمل على التهابات فى جدار المتاهة وحول الأعصاب مما أدى إلى اضطراب فى توصيل الإشارت العصبية للمخ .
- مرض Meniere : هو عبارة عن اضطراب فى الأذن الداخيلة نتيجة تجمع السائل بداخل الأذن أو تغيير الضغط ومن ثم يؤدى الى إرسال إشارات خاطئة للمخ خاصة بوضع الجسم ، ومن أعراضه ( القئ و تشويش الرؤية )
- وجود ورم فى المخ أو الأذن الداخيلة
وهناك أيضا أسباب أخرى مثل :
- الصداع : يمكن للصداع الشديد أن يؤدى الى الشعور بالدوار وأيضا يمكن أن يكون من أعراض الدوار .
- شرب الكحوليات : والذى يؤدى الى تهيج مستقبلات الأذن الداخلية .
- دوار البحر : نتيجة السفر بسيارة أو مركب أو طيارة .
- قلة كمية الدم الواصلة للمخ نتيجة وجود جلطات أدت الى انسداد الشرايين أو وجود نزيف داخل المخ .
- أثناء الحمل : نتيجة تغير الهرمونات و تغيير نسبة السكر فى الدم وأيضا نتيجة ضغط الرحم المتمدد على الأوعية الدموية والتى تعمل على تقليل كمية الدم الواصلة للمخ ، لذلك تشعر المرأه الحامل فى الشهور الأولى و الأخيرة بالدوار .
- يمكن أن يؤدى التوتر والعصبية الى الشعور بالدوخة ولكن المعتاد أن التوتر والعصبية يجعلو أعراض الدوار أسوأ .
- يمكن أن يكون نتيجة مرض السكر وتصلب الشرايين .
- يمكن أن تكون نتيجة إصابات فى منطقة الرأس والرقبة .
و يمكن للدوار أن يكون بشكل طبيعى ، فمثلا اذا قمت باللف من اليمين الى اليسار فإن السائل يقوم باللف فى عكس إتجاهك ، ولكن اذا توقفت فجأه فإن السائل لا يتوقف فجأة نتيجة القصور الذاتى و يتسمر بالحركة ، فيقوم بثنى الشعيرات والتى ترسل إشارة للمخ بالدوران فيشعر الشخص بالدوار .
أعراض الدوار أو الدوخه
- الشعور بأن كل شئ حولك فى حالة دوران مستمرة
- الشعور بالغثيان الشديد ومن ثم القئ نتيجه تحفيز مركز القئ بالمخ
- اضطرابات فى الرؤية
- حركة العين حركة غير طبيعية
- العرق الشديد
- الصداع النصفى
- عدم استطاعة الشخص على الوقوف أو المشى نتيجة فقد التوازن
- عدم استطاعة الشخص على الكلام أو النطق
- يمكن للشخص أن يعانى من فقد فى السمع
- وأخيرا يمكن أن يفقد الوعى
و يمكن للشخص أن يشعر بكل هذة الأعراض أو يشعر بعرض أو إثنين فقط . وهذه الأعراض يمكن أن تستغرق مدة من دقائق الى ساعات كما أنها يمكن أن تكون ثابتة لفترة طويلة أو تأتى على فترات متباعدة .
من يلزمه زيارة الطبيب عند الشعور بالدوخه ؟
إن الدوار يمكن أن يأتى مرة أو مرتين لفترة قصيرة نتيجة تغير وضعية الجسم فجأة أو الصداع أو التوتر وهذا ما يعانى منه معظم الحالات و هذا لا خوف منه ، ولكن اذا استمر الشعور بالدوار لفترة طويلة مستمرة فعندئذ يجب استشارة الطبيب حتى يتم معرفة السبب وعلاجه .
تشخيص الدوار
إن تشخيص الدوار يعتمد اساسا على تاريخ المريض الطبى و الفحص الجسدى وهذا يشمل معرفة عدة جوانب منها :
- سؤال المريض عن بدء إصابته بالدوار و مدته و مستمر أم على فترات متقطعة
- معرفة ما إذا كان المريض قد أصيب فى منطقة الرأس والرقبة
- معرفة ما اذا كان المريص يعانى من اضطرابات عصبية مثل تشويش فى الرؤية ، حركة العين حركة غير طبيعية ، صعوبة المشى أو الكلام
- معرفة ما اذا كانت المريض يعانى من عثيان أو قئ
- معرفة ما اذا كان المريض يعانى من صعوبة فى السمع
ويقوم الطبيب عندئذ بإجراء رنين مغناطيسى على المخ لمعرفة ما اذا كانت الإصابة سبب فى الدوار و إجراء اختبار دم لمعرفة نسبة السكر فى الدم .
ما هو علاج الدوخة ؟
علاج الدوار يتمثل أولا فى علاج سبب الدوار ، فعند فحص المريض يعرف الطبيب السبب المؤدى الى الدوار ومن ثم يعطى المريض الدواء المناسب لحالته وعند زوال السبب فإن الدوار يزول معه .
ثانيا علاج الأعراض الناتجة عنها مثل الشعور بالغثيان أو القى ، تشويش الرؤية أو ضعف السمع أو غيرها مما تحدثنا عنه .
يمكن ايضا ان بستخدم الطبيب العلاج الفزيائى الذى يقوم بتقوية الأذن الداخيلة و الجهاز المسؤول عن حفظ التوازن . وايضا اعطاءه فيتامن د وشرب الكثير من السوائل .
ويجب على المريض تجنب الكحوليات والتدخين حيث يعمل ذلك على تهيج الأذن الداخيلة و الأعصاب .
---------------------------
كتابة : د/ إسراء محمد الحلواني