العديد من الأسباب قد تفضي لتساقط الشعر من بينها الإصابة بمرض الثعلبة وهو عبارة عن خلل في الجهاز المناعي للجسم يدفعه لمهاجمة بصيلات الشعر
يعد مرض الثعلبة من أشهر الأمراض التى تصيب الشعر وتؤدى الى فقدانه بطريقة سريعة جدا . ويؤدى بالمريض وخصوصا الشباب الى الشعور بالخجل وسوء المظهر مما يزيد من معدل الضغط النفسى والإضطرابات النفسية. والثعلبة مرض غير معدى لا ينتقل من شخص الى أخر لأنه مرض مناعى .
ما هو المرض المناعى ؟
إن الجسم البشرى يحتوى على جهاز خاص بالمناعة والذى يتكون من خلايا مناعية ، تعمل هذه الخلايا على التعرف على خلايا الجسم والتمييز بينها وبين الأجسام الغريبة مثل الفيروسات والبكتريا وبعد أن تتعرف عليها تعمل على تكسيرها ، عن طريق تكون أجسام مضادة تقوم بالتفاعل مع الأنتجن الموجود فى الجسم الغريب وبعد هذا التفاعل يموت كلا من الأنتجن ويعمل على موت البكتيريا و أيضا الجسم المضاد .
ولكن فى الأمراض المناعية فيوجد خلل جينى فى الخلايا المناعية فتفقد القدرة على تمييز خلايا الجسم من الأجسام الغريبة فتعامل خلايا الجسم كما لو أنها غريبة وتبدأ فى تكوين أجسام مضادة تعمل على تكسيرها .
وفى مرض الثعلبة فإن الخلايا المناعية تعمل على تكسير بصيلات الشعر ومن ثم يتساقط الشعر و لا يستطيع النمو .
ماهية مرض الثعلبة
التعلبة هو مرض يصيب الشعر مثل شعر الرأس واللحية وأحيانا أماكن أخرى حيث يمكن للشعر أن ينمو .
وفى أغلب الحالات فإن المرض لا يظهر أى أعراض ولكن فى القليل من الحالات 14% قد عانت من الإحساس بالحرق فى المنطقة المصابة .
وفى بداية المرض فإن المناطق المصابة عادة ما تكون قليلة ومحددة ، حيث 80% يصابون بسقوط الشعر متمثل فى بقعة واحدة و 2.5% يصابون بسقوط الشعر فى بقعتان من الرأس و 7.7% فى بقاع متعددة من الرأس . ولا توجد علاقة بين عدد البقع التى تعانى من سقوط الشعر وخطورة المرض .
وأغلب المناطق المصابة تكون بنسبة 95% فى فروة الرأس ، وبنسبة 28% فى اللحية لدى الرجال و 3.8% فى الحاجبين وبنسبة 1.8%فى مناطق أخرى .
كما يعانى المريض من تغيرات فى الأظافر حيث تضعف الأظافر وتفقد لمعانها وتكون خشنة وبها العديد من الخطوط والنقاط البيضاء . ولكن نادرا ما تسقط الأظافر ، ويعد تغيير الأظافر العلامة الأولى للثعلبة.
وأيضا يظهر التأتب فى السن الصغير وفى المراحل المتقدمة والخطيرة من الثعلبة. ويمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى ويمكن أن يظل لسنوات عديدة دون أن ينمو .
العوامل المؤثرة للإصابة بالمرض
- العِرق : إن جميع الأعراق يمكن ان تصاب بالثعلبة ولا يوجد علاقة بين العرق والمرض ، حيث لا تزداد نسبة حدوث المرض فى عرق بعينه دون الأخر .
- الجنس : إن عدد الدراسات التى درست العلاقة بين مرض الثعلبة والجنس قليلة نسبيا ولكن فى دراسة احتوت على 736 مريض ، كانت نسبة الإصابة بالمرض بين الذكور والإناث 1:1 وفى دراسة أخرى أظهرت الإناث نسبة أكبر بقليل فى الإصابة بالمرض .
- السن : يمكن أن يحدث مرض الثعلبة فى أى سن منذ الولادة وحتى العقود الأخيرة من الحياة ، ولكن يظهر أكبر معدل إصابة ما بين سن 15 الى 29 سنة ، وبنسبة 30% فوق سن 40 سنة وبنسبة 33% تحت سن 20 .
تشخيص داء الثعلبة
يقوم طبيب الجلدية بتشخيص المرض عن طريق شكل فقدان الشعر عن طريق البقع المتكونة ، ولكن فى بعض الحالات تكون هذة البقع ممتدة بشكل كبير فيقوم الطبيب بأخد بعض بصيلات الشعر لفحصها تحت الميكروسكوب.
وأحيانا عندما يصعب التشخيص فإن الطبيب يقوم بأخذ نسيج من الجلد المصاب لفحصها تحت الميكروسكوب ، ويقوم بقطع هذا النسيج بطريقة أفقية وليست عمودية حتى يتسنى له أخد بصيلات شعر مختلفة فى مقاطع مختلفة .
ومن الخصائص المميزة للثعلبة تحت الميكروسكوب هى ترشيح الخلايا اللمفاوية وهذا الترشيح يكون متناثر والذى يصيب القليل من بصيلات الشعر فى العينة المأخوذة وفى العادة لا يوجد آثار لإلتهابات والذى يعمل على صعوبة التشخيص ، وأيضا يوجد العديد من الخلايا المناعية وزيادة هائلة فى عدد خلايا بصيلات الشعر وتجمع الصبغة فى قمع البصيلات .
وهذة التغيرات تكون على مستوى الخلايا وتعمل على تحديد التشخيص بدقة عند صعوبة التشخيص .
علاج الثعلبة
العلاج فى الثعلبة ليس إلزامى حيث أن المرض حميد ولا ينتشر أو يقوم بمضاعفات أخرى فى باقى الجسم ، كما أن رجوع الثعبلة مرة أخرى شائع جدا.
يعتقد أن الأدوية المستخدمة فى علاج الثعلبة لا تتدخل فى مسار المرض أو تعمل على تدميره ولكنها فقط تساعد على نمو الشعر مرة أخرى. والعلاج المستخدم يحدد من قبل الطبيب بناء على إنتشار المرض فى و نسبة سقوط الشعر.
وأيضا تتبع كفاءة العلاج فى المرض يجب أن توضع محل إعتبار حيث أن فى أغلب الحالات التى فقدت أقل من 40% من شعر الرأس ، فإن الدراسات أثبتت عدم وجود فائدة من تلقى العلاج ، حيث لم يجدوا فرق بين من أخذو العلاج ومن لم يأخذوا .
ولكن من عانو من فقدان الشعر اكثر من 40% فإن الدراسات أثبتت وجود تحسن وقابلية عالية لنمو الشعر مرة أخرى ، ويمكن أن ينمو الشعر كاملا مرة أخرى فى خلال 3سنوات .
وحيث أن المرض مناعى فإنه يستغرق فترة طويلة للإستجابة للعلاج .
ومن الأدوية المستخدمة فى علاج مرض الثعلبة :
1- الإستيرويدات : تعمل الإستيرويدات على تثبيط جهاز المناعة وإلغاء تنشيط خلايا المناعة فلا تقوم بمهاجمة بصيلات الشعر ، فيبدأ الشعر فى النمو من جديد . وتعتبر الإستيرويدات العلاج الأول المستخدم فى علاج الثعلبة وهناك طريقتين لتلقى العلاج :
- الحقن الموضعى : تعتبر هذة الطريقة الأكثر فاعلية والأسرع فى علاج الثعلبة ، ففى دراسة أقيمت على 84 شخص فإن 90% منهم قد نما الشعر فى رأسه مرة أخرى فى خلال 3 أشهر , ويمكن أن يظل الجسم مقاوم للعلاج مدة 6 الى 9 أشهر بعد الحقن الأول .
- الإستيرويدات الموضعية : مثل المراهم والكريمات الموضعية ، ويعتبر هذا الشكل من العلاج فعال فى من لا يستطيعون عمل الحقن مثل الأطفال .
وهذا العلاج يكون فعال بعد 6-14 أسبوع ويبدأ نمو الشعر بعد 3 شهور ويستمر الشعر فى النمو مدة 6 أشهر من بداية الإستخدام.
2- العلاج الكيماوى : يمكن أيضا أن يستخدم فى العلاج حيث أنه يعمل على تثبيط جهاز المناعة فيكون لدى الشعر فرصه للنمو من جديد.
---------------------------
كتابة : د/ إسراء محمد الحلواني
ليست هناك تعليقات